الجزائر تقود جهوداً ضد تمويل الارهاب

الجزائر تقود جهوداً ضد تمويل الارهاب


مبادرة الجزائر لتجريم دفع الفديات بدأت تكسب دعما دوليا وإقليميا.
اتفق المسؤولون الأفارقة والأجانب المجتمعون في الجزائر العاصمة يوم 4 فبراير على تطبيق "مذكرة الجزائر حول كيفية التصرف في مجال الوقاية من عمليات الاختطاف مقابل دفع الفديات".
وأكد عبد الرزاق بارة المستشار الرئاسي أن مجموعة الثمانية في مجلس الأمن اعتمدت المذكرة الجزائرية. كما أعطى مجلس الأمن توجيها لحشد الدعم الدولي للمبادرة.
من جانبه، أكد مدير المركز الإفريقي للدراسات والبحث حول الإرهاب السفير فرانسيسكو جوزي ماديرا، أن أكثر من 35 في المائة من حالات الاختطاف المرتكبة من قبل الجماعات الإرهابية بهدف تحصيل فديات حدثت في إفريقيا.
وأشار إلى أن "الإرهاب الدولي اتخذ شكلا جديدا مع تقسيم القاعدة إلى عدة فروع مستقلة، كل واحد يحاول البحث عن مصادر تمويل ذاتية”.
وأضاف أن "الجماعات الإرهابية تسيطر على مناطق كاملة"، واصفا “رواج” هذا النشاط بـ ”الصناعة المربحة”.
وأوضح أن انتشار الاختطافات في إفريقيا يعود لتفشي الفساد والإجرام واختلال توزيع الموارد وانعدام الاستقرار السياسي والتنمية.
ورغم وجود إجماع دولي بضرورة وقف دفع الفديات للخاطفين، إلا أن تجسيد هذه الخطوة ميدانيا لا يزال غير متاح في غياب آليات قانونية.
و أكد رمطان لعمامرة، وزير الشؤون الخارجية الجزائري، في حديث لمجلة "أفريك-أزي" الشهر الماضي بأن الإجماع الدولي فيما يخص إدانة اختطاف الرهائن بهدف مبادلتهم مقابل فديات، لم يتم تقنينه بأداة قانونية دولية.
وقال الوزير "تعتزم الجزائر طرح مبادرة جديدة، تهدف إلى توسيع آليات محاصرة دفع الفديات للخاطفين بغض النظر عن الجهة المقصودة، سواء تعلق الأمر بالجماعات الإرهابية، أم بمهربي المخدرات، وذلك بعد أن تبين وجود روابط قوية بين الإرهاب والجريمة المنظمة وجماعات التهريب".
وقال لعمامرة إن الجزائر ستواصل جهودها بالتعاون مع شركائها للتوصل إلى الشروع السريع في محادثات جديدة بمنظمة الأمم المتحدة حول المصادقة على أدوات وآليات تقييدية.
ويعتقد محللون أن تجفيف منابع تمويل الإرهاب يتطلب تعاونا دوليا.
الخبير العسكري الطاهر بن ثامر قال في هذا الصدد "مكافحة الإرهاب أصبحت قضية دولية بالنظر لتوسع رقعة نشاط الجماعات الإرهابية وتمددها وبروز عشرات المجموعات التي تتبنى الفكر التكفيري المتطرف".
وأضاف "انتقال عمليات الاختطاف من الساحل إلى دول إفريقية أخرى تؤكد ضرورة تبني مقاربة موحدة تكون قابلة للتطبيق ميدانيا".
وقال "دفع الفديات يشجع الجماعات الإرهابية".

ليست هناك تعليقات: